يصحو من استرساله، فيقول معقبا: ثم تمام باب القناعة واليأس.

4 - ربّما يستحسن خبرا، لكنه ينسى أسماء الشخصيات، فيسوق الخبر بمبهمات. انظر على سبيل المثال الخبر (62).

5 - وأخيرا نأخذ عليه شيئا بسيطا هو تكرار خبرين هما (289 و 319) وقد أعادهما تحت الرقمين (364 و 552).

وأعود فأقول عن جمعه: إنه قد أجاد وأفاد، وانتقى مكارم الأخبار وعيون الأشعار.

2 - ثقافته من خلال أحكامه: ونتلمس في هذا الكتاب عدّة أحكام أصدرها مؤلف كتابنا هذا نستطيع أن نتبين من خلالها مشربه وثقافته بل وعقيدته وفكره وانتماءه:

أ-الخبر (205) صفحة (80) عن الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا وأبياته التي أمر أن تغنّى له حتى تفارق روحه جسده، والتي آخرها:

وبقيت لا شيئا أشاهده … إلا أقول بأنه ربّي

وفي الأبيات ما فيها من فكرة وحدة الوجود، ثم يقول في آخر الخبر:

ومات من وقته مقدّس الروح مطهّرا. ولا يكتفي بهذا بل يؤكد أنه على طريقته وفكره في البيتين اللذين يسوقهما بعد هذا الخبر وهما:

فليرحم الله إخوانا لنا ذهبوا … أفناهم حدثان الدهر والأبد

نمدّهم كلّ يوم من بقيتنا … ولا يؤوب إلينا منهم أحد

ب-الخبر (597) صفحة (225) والذي يصدره بقوله: حدّثني الشيخ الصالح أوحد الدين الكرماني، ولقد سبق لنا التعريف بهذا الشيخ الصالح صفحة (14) وأنه من أصحاب ابن عربي، وله نفس المشرب والمصدر.

وأقول: إن غياب ترجمة المؤلف عنّا دفعنا أن نتلمّس ملامحه الثقافية والتاريخية من خلال هذا الكتاب. وتبقى هذه الأحكام عرضة للتغيير والتبدل إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015