قال (ح): فسر بعضهم الوباء بالطاعون وزعم أنّهما مترادفان، وفيه نظر، فإن الوباء مرض عام ينشأ عن فساد الهواء يقع بسبب موت ذريع وهو أعم من الطّاعون، والدّليل على تغايرهما أن المدينة لا يدخلها الطّاعون كما ثبت في الصّحيح، وتقدم بيانه في الطب وأنّه دخلها الوباء كما ثبت في حديث العرنيين (?).
قال (ع): يحتمل أن يقال لا يدخل المدينة الطّاعون بعد قدوم النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - (?).
قلت: غفل عن قصة العرنيين، فإنها كانت بعد مقدم النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -.
قوله: عن عائشة لحديث: "أَنْقُلْ حُمَاهَا إلى اْلجُحْفَةِ".
قال (ح): أشار إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ: قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، وقد تقدّم في أواخر الحجِّ (?).
قال (ع): هذا تعسف والمطابقة لا تكون إِلَّا عن التّرجمة وحديث الباب بعينه (?).
كذا قال، ومن أين له هذا الحصر والمطابقة يكفي في وجودها المناسبة؟ وهي تحصل بالعبارة تارة، وبالإِشارة أخرى، وقد أثبت (ع) ما نفاه فقال بعد