الثورة. فاندلعت الثورة شمال نهر شقر، وانضم المطرودون إلى الثوار واستولوا على 12 حصنًا، لكن مسلمي مدينة بلنسية وضواحيها فضلوا النزوح إلى مرسية على الثورة. ودامت الثورة بمساعدة مملكة غرناطة بين مد وجزر إلى سنة 1257 م حيث اضطر الأزرق وباقي المسلمين إلى الاستسلام على أن ينزح من أراد من قواد الثورة إلى غرناطة ويبقى من يريد البقاء في أرضه دون أن يشمله الطرد.

واستغل البابا كليمانت الرابع مساعدته للملك خايمي الأول في إخماد ثورة بلنسية بالمال لفرض شروطه، وأعلن أن الكنيسة مستعدة أن تتنازل عن حصتها في الضرائب المسماة بالعشر شرط أن يقسم الملك أمام مذبح العذراء في كنيسة بلنسية بأن يبيد المسلمين الموجودين في مملكته جميعًا. فأقسم الملك على ذلك والتزم به علنًا، لكنه تردد في تطبيق ذلك خوفًا من أن تقلص مملكته، وتوصل إلى حل إجرامي وهو رفع حماية الدولة عن المسلمين نهائيًّا. فأصبح المسلمون عرضة للاعتداءات وهجوم الجنود النظاميين لأخذ أبنائهم وبناتهم وبيعهم كعبيد. ولم يرد الملك على شكاوى المسلمين بل زاد على ذلك بقوانين تعسفية سنة 1268 م حدد فيها حق اللجوء إلى الكنائس بثلاثة أيام، وكان كثير من ضعفاء المسلمين يهربون إلى الكنائس من ظلم المعتدين عليهم فيحصلون مقابل التنصير على حماية دائمة.

وعندما يئس المسلمون من إنصاف الملك خايمي الأول قرروا الثورة مرة ثانية في شهر مارس عام 1276 م جنوب نهر شقر، واحتل الثوار أربعين حصنًا واستغاثوا بسلطان غرناطة، أبو عبد الله. فعامل خايمي أولاً الثوار بالحيلة، إذ هادن الحصون التي لا ترفع علم غرناطة وحارب الحصون الأخرى، وبهذا شجع النزاعات الداخلية بين المسلمين. ثم حاصر الملك خايمي مدينة شاطبة عاصمة الثوار، فاختار الثوار رئيسًا لهم الأزرق مرة ثانية ولما استشهد أمام حصن الكيل تسلم ابنه القيادة فاستشهد بدوره. ورغم ذلك لم يستطع النصارى احتلال شاطبة ونجح الثوار في تحرير حصن الكيل.

ومرض خايمي الأول إبان الثورة، فنشر عند احتضاره منشورًا في 18/ 7 / 1276 م ضمن فيه وصيته لابنه وخليفته بدرو الثالث جاء فيها: "لقد تقدمنا بالوعد أمام مذبح العذراء في بلنسية بأن نخرج المسلمين من أرضنا، وذلك لقاء تنازل البابا عن العشر، فإننا نرجو من ولي العهد دون بدرو بأن يطرد جميع المسلمين من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015