ما يطبق على المسلمين. وتؤكد المادة 39 على الحفاظ على امتيازات القواد والقضاة والحكام المسلمين. وتضمن المادة 40 ألا يطالب أحد من ذرية الملكين الكاثوليكيين أبا عبد الله بأي شيء مضى. وتضمن المادة 41 ألا يولى على أبي عبد الله وأتباعه أحد من أتباع الزغل. وتنظم المادة 42 مجلسًا قضائيًّا مكونًا من مسلم ونصراني في النظر في الخصومات التي تقع بين نصراني ومسلم. وتحدد المواد 43 إلى 46 ضمان حقوق أبي عبد الله وتسريح أسرى المسلمين وتسهيل فتح الموانىء لبواخر المسلمين.

وقد ذيلت المعاهدة بتأكيد ملكي قشتالة وأراغون ضامنين بدينهما وشرفهما القيام بكل ما يحتويه هذا العقد. ثم ذيلت بتاريخ 30/ 12 / 1492 م (أي بعد تسليم غرناطة) بتأكيد جديد موقع من ولي العهد وسائر عظماء المملكة الإسبانية باحترام المعاهدة من الآن وإلى الأبد. وفي نفس اليوم 25/ 11 / 1491 م الذي وقعت فيه معاهدة تسليم غرناطة أبرمت معاهدة أخرى سرية يضمن فيها الملكان الكاثوليكيان حقوق وامتيازات ومنح السلطان أبي عبد الله وأفراد أسرته وحاشيته من حق ملكية أبدية لمنطقة البشرات حول أندرش وعذرة، ومنحة قدرها 30 ألف جنيه قشتالي، وأن يحتفظ بأملاك أبيه أبي الحسن، الخ ... وقرر أبو عبد الله ورجاله تسليم غرناطة قبل التاريخ المتفق عليه (25/ 1 / 1492 م) بعد أن خاف من غضب شعب غرناطة، فاتفق أن يكون التسليم بتاريخ 2/ 1 / 1492 م. وهكذا سلمت الحاضرة الإسلامية التاريخية بقصورها وأرباضها ومساجدها وأسواقها ومدارسها للعدو الحاقد في يوم مشؤوم وصفه القشتاليون في كتبهم وصفًا دقيقًا من فرح شديد في المعسكر النصراني بشنتافي وألم أشد منه في المدينة المنكوبة. واستلم الكاردينال مندوسة مفاتيح الحمراء من يد الوزير ابن كماشة. كان أول عمل قام به الكاردينال عند دخول الحمراء هو نصب الصليب فوق أعلى أبراجها وترتيل صلاة "الحمد" الكاثوليكية. وقدم أبو عبد الله خاتمه الملكي للكونت دي تندليا، وسار في صحبه وأهله إلى معسكر شانتافي مسلمًا على الملكين الكاثوليكيين ومؤكدًا ولاءه لهما، ثم ذهب إلى أندرش حيث كان مقامه إلى حين.

وهكذا انقرضت دولة الإسلام بالأندلس وابتدأت محنة الأندلسيين العظمى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015