خاص بهم، توزعوا فيه حسب فيالقهم العسكرية التي أتوا معها. فالزايويون، وهم فرقة مراكش، يسكنون في حي جنكرايبر حيث يوجد المسجد العتيق الذي بناه الساحلي، المهندس الغرناطي، وجماعة مبارك الدرعيين، وهم فرقة وادي درعة، يسكنون حي سراكينا؛ والتورقينيون، وهم فرقة فاس، الذين اضطروا إلى مغادرة تنبكتو سنة 1800 م، يسكنون حي الفاسيين كوندا حول مسجد سيدي يحيى، حيث توجد مقابر باشاوات تنبكتو الذين خلفوا الرئيس جودر. ومن الشخصيات "الآرما" المعروفة اليوم بابا أحمد حساية، رئيس مكتب التراث الثقافي بتنبكتو، وكذلك إسماعيل دياديا، الباحث في مركز أحمد بابا للدراسات الإسلامية بتنبكتو، والباحث الآن في مركز الدراسات الأندلسية التابع "للجماعة الإسلامية بالأندلس" في قرطبة، والذي له الدور الهام في التعريف بالسلالة الأندلسية في مالي.

وقد أخذت الأوساط الأندلسية في الأندلس اليوم تهتم بأندلسيي مالي. فقد أرسلت "الجمعية الثقافية الحرة لسنة 2020"، وهي جمعية إسبانية غير حكومية، بعثة إلى مالي سنة 1986 م، واقترحت على مسؤوليها برنامج تعاون للحفاظ على التراث الأندلسي في مالي. ويحتوي هذا البرنامج على ترميم مسجد جنكورايبر الذي بناه الساحلي، وقد أبدت وزارة الثقافة الإسبانية واليونسكو اهتمامًا بهذا المشروع، وعلى إرسال أدوية لأطفال تنبكتو ومنطقتها بالتعاون مع الصليب الأحمر الإسباني.

وعبر السنين، انتقل كثير من الأندلسيين التنبكتيين إلى البلدان المجاورة، خاصة النيجر والسنغال وموريطانيا، حيث توجد بعض العائلات الأندلسية، منها التي لم تضع ذكراها بعد، كما هاجر عدد من الأندلسيين من مصر ومن المغرب إلى السودان. وتستحق كل هذه الهجرات دراسة مستفيضة للتعرف على آثارها السكانية المعاصرة.

12/ 4 - الأندلسيون في القارة الآسيوية:

كان لبلاد الشام موقع خاص في نفوس المغاربة والأندلسيين لما ورد في فضلها

من أحاديث صحيحة، هاجر إليها عبر القرون عدد كبير من خاصتهم وعامتهم، قبل

سقوط غرناطة وبعدها. وممن ذكر المقري في "نفح الطيب" أبو إسحق إبراهيم بن

عبد الله بن حصن، هاجر إلى بلاد الشام وولي الحسبة بها أيام الحاكم العبيدي سنة

395 هـ، وتوفي بدمشق سنة 404 هـ. ومنهم أبو محمد عبد العزيز بن عبد الله

السعدي (من شاطبة)، قدم دمشق وصنف غريب الحديث على حروف المعجم، توفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015