أبو العباس المرسي (من مرسية)، انتقل إلى الإسكندرية وتوفي بها سنة 686 هـ، لأهل مصر فيه اعتقاد كبير حتى أصبح اسم "المرسي" شائعًا إلى يومنا هذا بين أهل مصر. ومنهم الشاعر الأديب أبو القاسم التجيبي (من بلش)، استوطن القاهرة وتوفي بها سنة 695 هـ عن 72 سنة. ومنهم أبو سلمة البياسي (من بياسة) كان عارفًا بعلم الحديث ظاهري المذهب، استوطن القاهرة وبها توفي سنة 703 هـ.

ومن أهل القرن الثامن الذين استقروا بمصر أبو عبد الله الراعي (من غرناطة)، كان فقيهًا أصوليًّا، هاجر إلى مصر وبها توفي سنة 753 هـ عن 71 سنة.

وهاجر بعد ذلك إلى مصر عدد من الأندلسيين، خاصة بعد سقوط غرناطة وبعد سنة 1609 م، استقر كثيرون منهم في الإسكندرية التي أصبحت مركزًا مهمًا لهم، أتوا إليها في غالب الأحيان عن طريق تونس، وتوجد أسماء أندلسية كثيرة في وثائق المحكمة الشرعية بالإسكندرية في العقود التجارية والبيع والشراء والزواج والميراث.

وكان الأندلسيون يكتبون دائمًا أسماءهم متبوعة بلقب الأندلسي أو النسبة إلى البلدة التي أتوا منها في الأندلس. كما استقر عدد من الأندلسيين في مدن مصر الأخرى كالقاهرة ودمياط ورشيد والسويس والمنصورة وأسيوط. وانتقل إليها عدد من البيوتات الأندلسية المغربية في القرنين الأخيرين كبيت برادة وغيره. ويقتضي استقصاء الوجود الأندلسي المعاصر في مصر بحثًا في الوثائق الشرعية وبين العائلات المغربية، ومنها الأندلسية.

كانت علاقات ملوك "كاو" بالأندلس وثيقة منذ أيام الدولة الأموية. وقد انتقل

إلى مدنها، خاصة تنبكتو، عدد من علماء الأندلس أيام الدولة النصرية، منهم أبو

إسحق الساحلي، المعروف بالطويجن، كان عالماً مشهورًا وشاعرًا وصالحًا. وهو من

بيت صلاح وثروة وعلم بغرناطة، كان والده أمين العطارين بها. وقد ارتحل أبو

إسحق من بلده إلى الحج، ثم انتقل إلى مملكة السونغاي بالسودان الغربي،

فاستوطنها وأصبح له الجاه المكين عند سلطانها، وبنى المساجد الكثيرة بها، منها

مسجد جنكورايبر بتنبكتو بين سنتي 1325 و 1330 م. وتوفي بتنبكتو في يوم الاثنين

27 جمادى الثانية عام 747 هـ.

لكن الوجود الأندلسي المعاصر على ضفاف نهر النيجر من تنبكتو إلى كاو

يعود إلى الحملة التي أرسلها المنصور الذهبي عبر الصحراء الكبرى في أكتوبر سنة

1590 م برئاسة جودر، وهو أندلسي من وادي المنصورة بمقاطعة المرية. عبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015