وهكذا تعددت أوجه نشاطات "الجماعة الإسلامية في الأندلس"، وأخذت تفكر في تقوية علاقاتها خارج إسبانيا وداخلها. أما خارجها، فبإقامة روابط الأخوة بالجماعات الإسلامية بصفة عامة، وبالشتات الأندلسي بصفة خاصة. أما في الأندلس، فبالتعاون مع كل القوى الحية الأندلسية بصفة عامة، وبالجمعيات الإسلامية الأخرى بصفة خاصة. كما أخذت "الجماعة" تفكر في تأسيس مراكز أبحاث ونشر المجلات.

كما ظلت "الجماعة" حريصة على تقوية صفها، وعدم السماح لأحد أن يشتت وحدتها.

11/ 5 - العلاقة مع الشتات الأندلسي:

منذ النصف الثاني من سنة 1988 م، أخذت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" بربط علاقتها بالشتات الأندلسي، خاصة في إفريقيا وجنوب أمريكا. ففي 14/ 7 / 1988 م، استدعت "الجماعة" السيد إسماعيل بن عثمان بن بركة من قبيلة "الآرما"، وهي قبيلة متأصلة من الجيش المغربي الأندلسي الذي غزا تمبكتو برئاسة الأندلسي جودر في القرن السابع عشر الميلادي، لإلقاء سلسلة من المحاضرات في المركز الإسلامي بقرطبة، حضرها جم غفير من القرطبيين. وقد حضر إسماعيل وكاتبه احتفال عيد الأضحى في قرطبة، كما حضره عدد كبير من مسلمي قرطبة.

وفي 3/ 8 / 1988 م، أقامت بلدة قسطلة (مقاطعة قادس) حفلاً تكريميًّا لسيدي الوالد، الشيخ محمد المنتصر الكتاني، حيث أعطت اسمه للشارع الرئيسي بالبلدة، فأصبح يسمى "شارع المنتصر الكتاني"، تكريمًا له لخدمته للجماعة الإسلامية بالأندلس ومساعدة الأندلسيين في استعادة شخصيتهم وهويتهم وحضارتهم. ولقد سلم المجلس البلدي لكاتبه، ممثلاً عن السيد الوالد، رسالة رسمية تقول إن المجلس اتخذ هذا القرار "اعترافًا للحب والمساعدة التي أظهرها الأستاذ الكتاني للأندلس". وقد حضر كاتبه قسطلة، كما حضر شقيقه محمد الزمزمي، وعدد من المسلمين الأندلسيين. وأقام العمدة حفلاً للضيوف في إحدى فنادق البلدة بهذه المناسبة التي اتخذتها البلدة يوم عيد. وكان هذا التكريم للسيد الوالد هو في الحقيقة تكريمًا "للجماعة الإسلامية في الأندلس" التي حرصت على الاعتراف بالجميل للسيد الوالد الذي أبدى لها النصح والتشجيع منذ بداية نشاطها. ثم نظم مركز الجزيرة الخضراء الإسلامي التابع "للجماعة"، أسبوعًا ثقافيًّا أندلسيًّا بمدينة طريف المجاورة، شاركت فيه أجواق أندلسية من الأندلس والمغرب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015