القشتالية"، وأن "المكوث" هو "التركيز 24 ساعة على السلام والحوار بين الشعوب، وبرهنة أن الفكر الأندلسي هو دائمًا فكر تعاون وسلام، وأننا مستعدون لمد يدنا لأي جماعة من أي جنس أو دين أو ثقافة، مثلما كنا في العصور الماضية". وقام المسلمون بالصلوات الخمس جماعة في الشارع بداية من مغرب يوم 29/ 6.

ثم قررت "الجماعة" معارضة الاحتفالات بسقوط المدن الأندلسية في يد النصارى في كل مدن الأندلس. وهكذا بعد قرطبة، في 19/ 8 / 1987 م، عارضت "الجماعة" الاحتفال الرسمي بذكرى سقوط مالقة، وردّت على عمدة المدينة قائلة بأن هذا الاحتفال شتيمة للشعب الأندلسي المعاصر لذكرى أجداده والاحتفال بمذبحة شعب آمن. وساند حزب "اليسار المتحد" الموقف الإسلامي وقاطع الاحتفالات.

وفي 23/ 11 / 1987 م، ذكرى سقوط إشبيلية، قامت "الجماعة" بمظاهرة غنت فيها النشيد الوطني الأندلسي. وساند المسلمين الحزب القومي الأندلسي واليسار المتحد واللجان العمالية. وصرح المسلمون أن من العيب أن تحضر شخصيات أندلسية هذا الاحتفال الذي هو "عمل كاثوليكي عسكري يحتفل بذكرى مذبحة أهل إشبيلية".

وفي 4/ 12 / 1987 م، ذكرى "يوم الأندلس"، نظم "حزب التحرير الأندلسي"

و"الجماعة الإسلامية في الأندلس" مظاهرة سلمية في قرطبة. فاجتمع المتظاهرون في

"ساحة كولون" في الساعة الثانية عشرة ظهرًا، حاملين الأعلام الأندلسية، واتجهوا

نحو المسجد الجامع. وساندت "النقابة الأندلسية للعمال" ومنظمات أخرى هذه

التظاهرة، فنجحت بذلك "الجماعة" أن تتزعم الحركة القومية الأندلسية.

وبعد هذه المظاهرة، وقع اصطدام بين روجي كارودي و"الجماعة الإسلامية في الأندلس". فخيّر كارودي عبد الرحمن مدينة بين بقائه في "الجماعة" وبين "بقائه كمدير متحف القلعة الحرة". ولما رفض عبد الرحمن ترك جماعته، طرده كارودي من عمله في 21/ 12 / 1987 م، وعين محله راهبًا سابقًا ليس له علاقة بالأندلس وتاريخها فقدم موظفو المتحف المسلمون استقالتهم، وتظاهر مسلمو قرطبة ضد كارودي واتهموه بخيانة المسلمين الأندلسيين، وتابعوه في المحكمة طالبين منه حقوق عبد الرحمن مدينة. ثم هدأت الأحوال واتبع كل واحد من الطرفين طريقه.

ولم تؤثر أزمة "الجماعة" مع كارودي في نشاطها. ففي 2/ 1 / 1988 م، عارض المسلمون حفلات ذكرى سقوط غرناطة، وتظاهروا هذه المرة ضد الاحتفال الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015