الإسلام من البرتغاليين، من بينهم الدكتور محمد لويس مادوريرا، وهو أستاذ رياضيات اعتنق الإسلام سنة 1983 م.

تنتمي كل الجمعيات البرتغالية التي ذكرناها إلى المذهب السني، ومعظم مؤسسيها من الوافدين. وتوجد مجموعة من الإسماعليين من أصول هندية. ومن جهة أخرى أُسس مركز الدراسات العربية في جامعة يابورة.

يظهر أن التنظيم الإسلامي في البرتغال، رغم أنه ابتدأ قبل إسبانيا، ظل متأخرًا عليه، إذ لا زالت معظم التجمعات في يد الوافدين بينما بقي البرتغاليون الراجعون إلى الإسلام أفرادًا في الجمعيات الإسلامية القائمة. غير أن هناك إرادة، خاصة في الجنوب، لتأسيس جمعيات إسلامية بين الراجعين إلى الإسلام شبيهة بالتي أسست في الأندلس.

أما جبل طارق فحوالي عشرة في المائة من سكانه الثلاثين ألف، مغاربة مسلمون، غير أنهم ليسوا مواطنين لجبل طارق، وبالتالي ليست لهم الحقوق الكاملة في المستعمرة، وأهمها حق الإقامة. فمعظمهم رجال دون عائلاتهم، كما أنهم يمتهنون أدنى المهن. ولهم مسجد في مقر سكناهم الذي هو قشلة قديمة بوسط البلدة، وهو عبارة عن مخزن كبير رتب كمسجد تديره جماعة التبليغ.

ويظهر أن الوجود الإسلامي في جبل طارق قديم، إذ ذكر مولانا الجد سيدي

محمد الزمزمي الكتاني في مذكراته عند زيارته لجبل طارق سنة 1934 م ما يلي: "وبهذا البلد اليوم من المسلمين جماعة قليلة، أجلهم الشرفاء مولاي أحمد ومولاي الهادي أولاد ابن عجيبة الذين يتجرون هناك في مصنوعات المغرب الوطنية، والذين كنا في ضيافتهم، ثم الشريف سيدي عبد السلام بن علال العمراني، ونحو العشرين آخرين من تطوان وطنجة وغيرهما، يبيعون البيض والخضر. وبها محل بدار القنصلية المغربية سابقًا، يدعى مسجدًا، وهو عبارة عن بيت صغير أمامه ميضة وبئر ومحل للوضوء، بقي بهذا الحال على ما كان عليه أيام المخزن والاستقلال المغربي، وأمامه أيضًا غرفة قد جلس بها اليوم فقيه يعلم ولد العمراني السابق الذكر القرآن. وهذا الشريف تعرفنا عليه واستدعانا لداره مرة، فذهبت إليه منفردًا رغمًا عما بينه وبين من نحن بضيافتهم من العداوة والمخاصمة".

ولا يظهر أن المسلمين تنظموا في جبل طارق حديثًا رغم وجود المصلى المذكور، ولا أن عددًا من مواطني جبل طارق عادوا إلى الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015