أمة ذات ثقافة ذاتية، وأن ثقافتها تتكون من جذور أصلية وأخرى مبتكرة، وأن الطابع الأندلسي ذو تواصل تاريخي، كما يجب أخذ وضع الأندلس الحالي بعين الاعتبار.
ثم قال إن إعادة إحياء الأندلس ترتكز على الأساسيات التالية:
1 - الأندلس الإسلامية كأساس مطلق
2 - الاتجاه الروحي
3 - الاتجاه الاقتصادي
4 - الاتجاه السياسي.
ثم فصل كل موضوع على حدة، وكأنه خطط لمن بعده وترك لهم برنامج انبعاث أندلس إسلامية.
وخرج اليمين منتصرًا من الحرب الأهلية وأعلن الجنرال فرانكو نفسه رئيسًا للدولة سنة 1937 م. فألغى كل القوانين الجمهورية، وقضى على الحريات، وأسس في إسبانيا دولة قومية استبدادية مركزية صليبية، أساسها التاريخ الإسباني القديم بكل سلبياته التي ناضلت شعوب إسبانيا من أجل التحرر منه. فورث فرانكو بلدًا فقيرًا جريحًا، أدمَته الحرب الأهلية، التي قتل فيها أو طرد خمس السكان، وتعاطف في أول أمره مع القوى الإيطالية الفاشية والألمانية النازية مما جعله مبغوضًا من طرف جميع القوى الحية الأوروبية.
ولم تنفرج مقاطعة العالم للنظام الدكتاتوري الفرانكوي إلا سنة 1953 م بـ "اتفاق المساعدة والتعاون" مع الولايات المتحدة الأمريكية. غير أن فرانكو فتح بذلك الاتفاق المجال الواسع للنفوذ الأمريكي العسكري والاقتصادي على إسبانيا، إذ ساهمت أمريكا بذلك الاتفاق في الاقتصاد الإسباني بـ 141 مليون دولار كمساعدة عسكرية، و 85 مليون دولار "لتقوية القاعدة الاقتصادية للتعاون العسكري".
وفي سنة 1943 م، حاول دون خوان، المطالب بالعرش البوربوني، إقناع فرانكو بإعادة الملكية إلى إسبانيا، وأعاد الطلب دون جدوى سنة 1945 م. وفي سنة 1947 م، أعلن فرانكو نفسه وصيًّا على العرش الإسباني دون تحديد مدة الوصاية ولا تعيين المُوصى عليه. وفي يوليوز سنة 1970 م، اختار فرانكو الأمير "خوان كارلوس" ابن دون خوان خلفًا له وملكًا من بعده.
أما الكنيسة الكاثوليكية فقد ساندت الحركة الفرانكوية منذ أيامها الأولى مساندة تامة، وظلت تساند فرانكو دون شرط إلى سنة 1962 م عند انعقاد "مجلس الفاتيكان الثاني". وبالمقابل حصلت الكنيسة من الدولة الفرانكوية على مزايا باهظة، كالامتيازات المالية، والزواج الكاثوليكي الإجباري لكل المواطنين، والتعليم الكاثوليكي الإجباري في المدارس، والموقع السائد للكنيسة في التعليم الابتدائي