واحتكر المورسكيون في بعض المدن، ككونكة وقرطبة وإشبيلية وبلاسنسية وآبلة، صناعتي الحديد والنحاس. ومن أشهر العارفين فيهما العارف خوان رودريكز الذي بنى أبواب كتدرائية إشبيلية البرونزية، والعارف إبراهيم، والعارف زيد، والعارف حامد، وغيرهم من المورسكيين. وبرع مورسكيو أراغون القديمة في الصناعات الجلدية، كالأحذية، خاصة في بلدة برية الموركسية. وبرع مورسكيو بلنسية في صناعة السلل والحصير، وكانوا يصدرونها من مملكة بلنسية إلى كل أنحاء إسبانيا.
كما اختص المورسكيون في صناعة "نيران الألعاب البهلوانية" وبقيت هذه الصناعة قائمة إلى اليوم في غرناطة وبلنسية ومرسية. ومهر المورسكيون الأراغونيون في صناعة البارود والبنادق، وكانوا يصدرونها إلى مناطق إسبانيا الأخرى.
واحتكر الغرناطيون في قشتالة مهنة النقل على البغال، وكان البغالون يعملون لحسابهم الخاص في التجارة بين مناطق إسبانيا ومدنها. وحاولت الدولة الإسبانية عرقلة هذا النشاط بمنع الغرناطيين من تغيير أماكن سكناهم، فلم تستطع تطبيق قرارها، ونجح الغرناطيون في السيطرة على طرق النقل في القشتالتين، لدرجة تضرر معها النقل في المنطقة بأكملها بعد طرد سنة 1609 م.
واستطاع مورسكيو مملكة أراغون القديمة السيطرة على النقل النهري على نهر أبرة وروافده. وقد جعل بعض المراقبين ذلك سببًا في براعة المورسكيين المطرودين إلى شمال إفريقيا في الجهاد البحري. ونجح كثير منهم في الالتحاق بالبحرية الإسبانية وتعلم علوم البحر، رغم منع السلطات الإسبانية.
كما نجح بعض المورسكيين في المدن، كآبلة وليرينة وكونكة، في الوصول إلى أعلى المراتب ككتاب وأطباء وصيادلة وغير ذلك، رغم المنع المفروض عليهم.
وكانت الدولة الإسبانية والكنيسة الكاثوليكية تمنعان المورسكيين من مزاولة مهنة الطب بصفة خاصة. وكانوا يتهمونهم بقتل النصارى، وعدم معالجة النفس، والتحالف مع الشيطان. ورغم ذلك، جلبت مهارتهم أعدادًا كبيرة من مرضى النصارى إليهم. لدرجة أن الملكين فليبي الثاني وفليبي الثالث اضطرا إلى الالتجاء إلى أطباء مورسكيين، كالطبيب بنتريتي والطبيب خيرومينو باشق من بلنسية، ولم ينج هذان الطبيبان من متابعات محاكم التفتيش.
وبسبب الاضطهاد المتواصل للمورسكيين، لم يكن وضعهم الاقتصادي جيدًا، عدا قلة منهم نجحت رغم ذلك في تحسين مواردها. ورغم هذا الوضع الاقتصادي