على قشتالة أصبحوا رحلاً ينتقلون من بلدة إلى أخرى، ومن الصعب عليهم اكتساب الأرض الزراعية. فتوجهوا إلى المهن التي تتطلب التنقل كالنقل والتجارة بين المدن والقرى. أما المورسكيون الذين لم يطردوا من أرضهم، كالبلنسيين والمرسيين والأراغونيين، فقد توجهوا إلى كل المهن التي يحتاج إليها المجتمع، خاصة الحرف في المدن. وبرع مورسكيو منطقة سرقسطة في صناعة السيوف والأسلحة الأخرى.

وبصفة عامة، كان أكثر المورسكيين يعملون في قطاع الاقتصاد الأول، خاصة الزراعة. ولم يكونوا يعملون في الصيد البحري إذ منعتهم الدولة من الاقتراب من الشواطىء. كما لم يهتموا بتربية المواشي. وعمل عدد منهم في صناعة الفحم والخشب في الجبال والصيد البري، كما عمل آخرون في القطاع الثاني، خاصة المهن. أما القطاع الثالث، كالنقل والتجارة، فقد برع فيها عدد مهم من أغنيائهم.

أما الزراعة، فقد اختص المورسكيون فيها بزراعة السواني والحدائق، فركزوا بذلك على الزراعة المكثفة بسبب صعوبة حصولهم على الأرض، كما كان الوضع على ضفاف نهر أبرة وروافده في أراغون القديمة. وركز المورسكيون في مملكة بلنسية، بعد طردهم من السهول الغنية إلى الجبال الجرداء، على الزراعة المكثفة ببناء

الأسطحة المدرجة في الجبال واستصلاحها. وقاموا بأعمال هندسية رائعة لجلب الماء واستغلاله أفضل استغلال. كما كان المورسكيون في بلنسية يقومون بمهنة حراسة مزارع النصارى الكبيرة من الماشية. وقد اتهم فقراء النصارى في مملكة بلنسية المورسكيين الذين لا أرض لهم بقبول أبخس الأجور للعمل في أراضي النبلاء، مما جعلهم منافسين خطرين لهم.

وكان المورسكيون ذوي كفاءة عالية في الزراعة. وعندما طرد عدد منهم سنة 1609 م، وشتت الباقون، انقرضت بعض الزراعات نهائيًّا في إسبانيا. ففي مملكة بلنسية، كان إنتاج الأرز في القرن السادس عشر الميلادي مرتفعًا بسبب عمل المورسكيين، وضعف في القرن السابع عشر لدرجة كاد ينقرض معها، إلى أن عادوا إلى زراعته في القرن الثامن عشر. وكذلك الحال بالنسبة لقصب السكر الذي تماسكت زراعته في هضاب مملكة بلنسية، وانقرضت في سهولها بسبب طرد المورسكيين. وفي مملكة مرسية وبعض مناطق مملكتي بلنسية وغرناطة، اختص المورسكيون في تربية دودة القز وصناعة الحرير. ولم تنقذ هذه الصناعة من الفناء المحقق إلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015