الدين النصراني الذي أجبروا على التظاهر به، كما كرهوا القائمين عليه كراهية لا حد لها. فهم آمنوا بالله الواحد، وبرسالة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتعلقوا بحبه.
كان للمورسكيين تنظيم سري جيد مكون من مجموعات تسمى الواحدة منها "جماعة"، لها فقيه يقوم مقام الإمام والمعلم والمرشد والقاضي بين جماعته. ويكون هؤلاء الفقهاء السريون، في كثير من الأحيان، زعماء الجماعة الإسلامية.
وكان معظم المورسكيين يحافظون على الصلوات الخمس، ويقومون بها خفية من النصارى، ويحفظون من أجل ذلك الفاتحة، على الأقل. ويوم الجمعة كانوا يغتسلون ويلبسون أفخر ثيابهم، ويكثرون الصدقات أو يصومون، كما كانوا يتجهون إلى مساجد سرية لصلاة الجمعة كلما أمكن ذلك، أو يصلون جماعة في بيوتهم. وفي
مساء الجمعة، كانوا يجتمعون للأكل جماعة والغناء والذكر.
وكان المورسكيون يصومون شهر رمضان، ويحتفلون بعيد الفطر، ويخرجون الزكاة لفقرائهم. كما كانوا يحتفلون بعيد الأضحى، ويذبحون الأضحية. وكانوا يحتفلون بيوم عاشوراء ويصومونه، وبذكرى مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولم يذهب منهم إلى الحج إلا بعض المحظوظين فقد وجد مخطوط في أراغون
القديمة باللغة الأعجمية تحت عنوان "قصائد الحاج بوي مونثون عن سفره إلى مكة
في القرن السادس عشر"، مما يدل على أن كثيرًا من المورسكيين سافروا ثم رجعوا
إلى بلادهم، ومنهم من حج بيت الله الحرام ورجع.
وكان المورسكيون يمتنعون امتناعًا تامًّا عن أكل لحم الخنزير. ولا يأكلون إلا لحم الحيوانات التي يذبحونها بالطريقة الإسلامية. وكانوا يمتنعون كذلك عن شرب الخمر أو التعامل به. ويحرصون على النظافة، حتى أصبح الحمام علامة من علاماتهم حاربتهم محاكم التفتيش بتحطيمها. فهم كانوا يتوضؤون قبل كل صلاة، ويغسلون أفواههم قبل الأكل وبعده، ويحرصون على أن يكون ماء الوضوء طاهرًا لا رائحة فيه ولا لون.
وكانت معظم عادات المورسكيين إسلامية. ففي اليوم السابع من ولادة الطفل، تقام له حفلة "فدا" (عقيقة)، فيغسل، وتكتب شهادة الإسلام على جبهته، وتعلق على عنقه "أحراز" (تمائم) بها آيات قرآنية، وتقام له عقيقة يعطى فيها اسمه الإسلامي السري بعد ذبح الأضحية. ويختن الطفل الذكر في اليوم الثامن. لكن