أحمد الأول بمجهود كبير في تسهيل انتقالهم، فكتب لحكام فرنسا وبريطانيا والإمارات الإيطالية رسائل يطالبهم فيها بتسهيل نقل الأندلسيين إلى الأراضي العثمانية. كما أرسل إلى ماري دي ميدسيس، الوصية على ابنها ملك فرنسا لويس الثالث عشر، رسالة يطلب منها توفير عدد من السفن لمساعدة الأندلسيين المقيمين في جنوب فرنسا على التوجه إلى الأراضي العثمانية. فاستجابت الوصية لطلب السلطان. وأرسل السلطان سفيره الحاج إبراهيم آغا إلى جاك الأول، ملك بريطانيا، لمساعدة الأندلسيين وكذلك تسهيل انتقالهم إلى الدولة العثمانية. فرفض جاك الأول الاستجابة لطلب السلطان. وكذلك ناشد السلطان أحمد الأول دوج البندقية بمساعدة الأندلسيين على الوصول إلى الأراضي العثمانية عن طريق البر، وطلب منه "ألا يتدخل في أمورهم، أو يتعرض لأشخاصهم، أو لأرزاقهم، أو لأموالهم، أو لدوابهم، إنجازًا لما بيننا من العهد والأمان، وذلك أثناء مرورهم بالمنازل والمراحل والمعابر (التي تحت حكمكم)، حتى يصلوا عندنا آمنين سالمين ... لتقوية أواصر المصالحة وتمديد المعاهدة (بيننا) ".
وقد اختار معظم الأندلسيين الذين دخلوا فرنسا من إسبانيا، ومعظمهم من مملكتي بلنسية وأراغون القديمة، الطريق التالية للوصول إلى الأراضي العثمانية: دخلوا بلدة طارب في فرنسا، ثم توجهوا إلى طلوشة (تولوز) فلذن (ليون)، ومنها خرجوا من فرنسا عبر وادي الردانة (الرون)، فدخلوا الأراضي السويسرية في جنيف، ومنها إلى وادي الفالي (سويسرا)، حيث أقام عدد منهم، ثم دخلوا الأراضي الإيطالية متجهين إلى مدينة ميلانو (إيطاليا)، ومنها إلى البندقية، فبلاد البوسنة والهرسك (في يوغسلافيا اليوم) بالدولة العثمانية. وهكذا عبر آلاف الأندلسيين هذه الطريق الطويلة، فاستقر بعضهم في بلاد البوسنة والهرسك، وتابع الباقون طريقهم إلى سلانك (في اليونان اليوم) حيث استقر عدة آلاف منهم، ثم تابع الباقون طريقهم إلى القسطنطينية (اسطنبول)، عاصمة الدولة العثمانية. ومنهم من توجه بعد ذلك إلى بلاد الشام، خاصة دمشق والساحل اللبناني. وقد عمر الأندلسيون أحياء كاملة في القسطنطينية، منها حي كلاطة المشهور اليوم. وأصبح للأندلسيين نفوذ كبير في القسطنطينية، لاحظه المراقبون الأوروبيون المعاصرون.
ويقدر عدد الأندلسيبن المطرودين في الحقبة بين سنتي 1609 م و 1614 م الذين هاجروا إلى الأراضي العثمانية الآسيوية والأوروبية بحوالي 40.000 أندلسي.