وفي 14/ 3 / 1570 م، أمر خوان النمساوي باقي المسلمين في حاضرة غرناطة ومرجها بالخروج منها إلى قشتالة. وفي 19 مارس جمعهم الجيش في قوافل ووزعهم على قرى قشتالة النائية، وقد مات أكثرهم في الطريق مرضًا أو قتلاً، وبيع عدد كبير منهم في أسواق النخاسة.

وأمام هذا الوضع الحرج أخذ السلطان ابن عبو يستغيث بالدولة العثمانية من جديد. فأرسل كتابًا إلى أمير أمراء الجزائر، علي باشا، وآخر إلى مفتي القسطنطينية مؤرخًا بـ 11 شعبان عام 977 هـ (11/ 2 / 1570 م) هذا نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم، العزة لله، من عبد الله المتوكل على الله، الحي بفضله وقدرته، المجاهد في سبيله، أمير المؤمنين، المستمسك بشريعة الله، مبيد الكفار وقاهر جيوش العاصين لله، مولاي عبد الله محمد بن عبو، بارك الله مسعاه، وسدد خطاه ليسترد عزة الأندلس، ويجدد نهضتها، نصرها الله القدير، وهو القادر على كل شيء، إلى صديقنا وحبيبنا الخاص، السيد العظيم، والشريف الكريم، السامي المتقدم، العامل المحسن، الخائف من الله، أنعم الله عليه بنعمة الغفران".

"أما بعد فسلام الله عامة على دولتنا العلية، ونعمته وبركاته الوفيرة. أيها الأخ العزيز، لقد بلغتنا أنباء دولتكم العلية، وشخص السلطان الكريم، وما صدر عنه العطف على التعساء البائسين، وأنه سأل عنا، مهتمًا لمعرفة ما يجري لدينا، وأنه اهتم وتألم لما أصابنا من ضنك ونصب على أيدي أولائك النصارى، وأن صاحب الجلالة والعظمة السلطان قد أرسل إلينا كتابًا مختومًا بخاتمه يعدنا فيه بالنصرة بعدد وافر من الرجال المسلمين، وبما نحتاج إليه من العون والعدد التي تسمح لنا بالحفاظ على هذه الأرض".

"وبما أننا نقاسي المتاعب الشديدة في هذه الأزمة المريرة، فإننا نلجأ من جديد إلى الباب العالي، نطلب النجدة والمعونة والنصر عن يدكم. فالنجدة النجدة، بالله القاهر فوق الناس جميعًا. ونرجو من سيادتكم إعلام السلطان القادر بأحوالنا وإخباره بأخبارنا، بالحرب الكبرى التي نخوضها، وقولوا لعظمته إنه إذا أراد أن يشملنا برعايته وعطفه فليبادر إلى إنجادنا بسرعة قبل أن نهلك، فهناك جيشان قويان يتجهان إلينا لمهاجمتنا من جهتين. وإننا إذا ما اندحرنا في المعركة، فإن الله سبحانه سيحاسبه على ذلك حسابًا عسيرًا يوم القيامة، يوم لا تنفع القوة في الحجة. والسلام عليكم ورحمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015