وأرجبة في أكتوبر، وفي شهر يوليوز توفي أحد قواد الجهاد محمد ابن جهور الصغير، عم محمد بن أمية.

بينما كان المجاهدون ينتشرون في كل أنحاء مملكة غرناطة تواجههم قوات دي بلش وفرق المتطوعة النصارى تحت قيادة حكام المناطق، كان دون خوان النمساوي مقيمًا في حاضرة غرناطة منشغلاً عن المعارك بحضور جلسات المجلس العسكري بأمر من أخيه الملك. فوصلته أوامر بتهجير المورسكيين من حاضرة غرناطة في 23/ 6 / 1569 م. وأيد هذا القرار جميع أعضاء المجلس، بما فيهم دي مندوجر. فانتشر الجيش القشتالي في حاضرة غرناطة ومرجها، وبعد فجر ذلك اليوم مباشرة خرج المنادون على أصوات الطبول يعلنون وجوب التحاق المورسكيين بالكنائس، ومنح الرئيس ديسا الأمان لكل من يطيع الأمر. فأذعن أهل غرناطة دون مقاومة، وتجمعوا في الكنائس وقضوا يومهم وليلتهم تحت الحراسة. وفي الصباح فرق الجنود النساء عن الرجال، ثم فرقوا الرجال ما بين الذين تقل أعمارهم عن عشر سنين أو تزيد على الستين وبين الآخرين، وأخذوا هؤلاء بين صفين من الجنود إلى المستشفى الملكي خارج المدينة. ثم انتقوا منهم بعض الصناع والمهرة من العمال الذين سمحوا لهم بالمكوث في غرناطة. وأخذوا الجميع إلى قشتالة، بما فيها مناطق الأندلس التي احتلت قديمًا ومنطقة بطليوس. وعومل المهجرون في الطريق أسوأ معاملة من نهب وقتل، بينما صودرت منازلهم وأملاكهم وأموالهم التي تركوها في غرناطة. ويقدر عدد المهجرين ب 7.000 امرأة و 3.500 رجل لم تصل منهم إلى المناطق المعينة لهم إلا أعداد قليلة، بينما قتل الباقون أو ماتوا جوعًا ومرضًا وتعبًا، أو بيعوا في أسواق النخاسة كعبيد.

وزادت هذه الجريمة النكراء على جرائم النصارى في حق أهل الأندلس مستوى جديدًا، وزادت من كره الأندلسيين للقشتاليين النصارى. وانضمت للمجاهدين بسببها أعداد جديدة من المتطوعين الأندلسيين. وفي 3/ 8 / 1569 م تمكنت قوة من المجاهدين بقيادة الناقص من القضاء على قوة قشتالية في وادي الإقليم كانت متجهة إلى أرجبة بالمؤن، وأباد المجاهدون كتيبة قشتالية كانت تحرس جسر الطبلات. وضاعف الأرشذوني هجماته على الحصون التي لا زالت بيد الجيش الإسباني، وشدد ابن المليح قائد منطقة وادي المنصورة هجماته على مدينة أرية، وأصبح المجاهدون على أبواب مدينة المرية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015