ومزج النحوين، فأخذ من كل واحد منهما ما غلب على ظنه صحّته، واطّرد له قياسه، وترك التعصّب لأحد الفريقين على الآخر. وصنّف كتبا كثيرة فى هذا النوع؛ كلّها جيّد بديع، فيه غرائب القياسات.
وذكر أن القاضى إسماعيل [1] كان مفتتا بما يأتى به من مقاييسه فى العربية.
وكان له معه مجلس عقيب صلاة الجمعة فى جامع المنصور. فقال له يوما:
يا أبا الحسن، ما تقول فى قراءة الجمهور- إلا أبا عمرو [2]: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ
[3] ما وجهها على ما جرت به عادتك من الإغراب فى الإعراب؟ فأطرق ابن كيسان مليّا، ثم قال: نجعلها مبنيّة لا معربة، وقد استقام الأمر. قال له إسماعيل القاضى: فما علة بنائها؟ قال ابن كيسان: لأن الفرد منها «هذا» وهو مبنىّ، والجمع «هؤلاء»، وهو مبنىّ، فيحتمل التثنية على الوجهين.
فعجب القاضى من سرعة جوابه وحدّة خاطره وبعيد غوصه، وقال له:
ما أحسنه يا أبا الحسن لو قال به أحد! قال: ليقل به القاضى. وقد حسن ومشى.
فمن مصنّفاته المشهورة: كتاب المهذّب. كتاب الحقائق. كتاب المختار. كتاب غريب الحديث. كتاب الشادانىّ فى النحو.
كتاب المذكّر والمؤنّث. كتاب المقصور والممدود. كتاب البرهان.