وكان يحضر إلى بغداذ فى الأحيان لأجل ما يلزمه من الخراج؛ فسمع عليه كتاب المقامات بها، وحضره الجمّ الغفير.

ولمّا علمت بلاغته تقدّم إليه الخليفة بأن يجعل كاتب إنشاء، فتقدم إليه بالحضور إلى الديوان، ورسم له أن يكتب كتابا إلى صاحب خراسان، وأجلس على دكّة هناك، وأحضر الدّواة والدّرج [1]، فأخذه وقعد وقتا طويلا، فأرتج عليه، ولم يعلم الاصطلاح والقواعد فلم يسطّر شيئا، وتركه وانصرف. فتعجّب الناس من أمره.

وقال شاعرهم فيه- وأظنه ابن الفضل:

شيخ لنا من ربيعة الفرس [2] ... ينتف عثنونه من الهوس

أنطقه الله بالمشان [3] وقد ... ألجمه فى العراق بالخرس [4]

ووقع الناس فيه بعد ذلك وقالوا: ما المقامات من تصنيفه، وإنما هى لرجل مغربىّ من أهل البلاغة مات بالبصرة، ووقعت أو راقه إليه فادّعاها- وكان الذى ظهر من ذلك الوقت أربعين مقامة؛ صنّفها لأنو شروان [5] بن خالد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015