قال أبو سعيد الطّوال: رايت على قبر سيبويه رحمه الله هذه الأبيات مكتوبة، وهى لسليمان بن يزيد العدوىّ:
ذهب الأحبّة بعد طول تزاور ... ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما تكون بقفرة ... لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا
قضى القضاء وصرت صاحب حفرة ... عنك الأحبة أعرضوا وتصدّعوا
قال أبو عبد الله بن طاهر العسكرىّ: سيبويه اسم فارسىّ كأنه فى المعنى ثلاثون رائحة، وكان- فيما يقال- طيّب الرائحة
روى عن أبيه وغيره من أهل العلم، وأملى فى حياة أبيه سنين متعدّدة. وكان ثبتا، واسع الرواية مفيدا. وتوفّى سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
سمع منه أحمد بن يحيى ثعلب كتاب النوادر لأبيه، وسمع منه أبو إسحاق الحربى الشيخ الصالح الزاهد رحمه الله ووثّقه كل واحد منهما.
دخل الحاضرة، وأخذ الناس اللغة عنه، وله كتاب فى خلق الإنسان جيد، وكان يعلّم فى البادية ويورّق فى الحضر. وكان مولى لبنى سعد؛ ويقال:
إنه كان يحفظ اللغة كلّها. وكان بصرىّ المذهب.