من ذلك جزءا صالحا لفقراء طلبة العلم، وكان منزله مغشيا منهم، ونفقاته عليهم واسعة.
فأما كتبه ففى غاية الجودة والإتقان، والموجود منها فى زماننا هذا إذا تؤمّل دلّ على تيقظ وبحث ورغبة. وقد كانت لكثرتها يعيّن لكلّ نوع منها موضعا مخصوصا من خزائنه، ويكتبه على أوّل الكتاب ليجده إذا طلبه، ويعيده إلى موضعه المعلوم إذا غنى عنه- رحمه الله، فما كان أسنى فعاله! وشغله طلبه الفوائد عن التصنيف، فلم ير له إلا تصنيف واحد فى معانى الشعر واختلاف العلماء فى ذلك «1».
رجل فاضل. من أهل بيت الفضل والأدب. وله شرح الحماسة، جميل، أحسن فيه غاية إمكانه.
من أهل أستراباذ، بلدة من أطراف خراسان. قرأ النحو على عبد القاهر الجرجانىّ، وبرع فيه حتى صار من أعرف أهل زمانه به.