نزيل مصر. كان ضرير البصر، وله حلقة فى جامع عمرو بن العاص بمصر لإقراء القرآن والنحو، وكان يسمع الحديث على مشايخ. قال أبو طاهر السّلفىّ «1»: كان ثقة يسمع عندى الحديث علىّ وعلى من قرأ عليه من الشيوخ. وقال: أنشدنى الحسين ابن حميد بن الحسين الحموىّ الضرير لنفسه بمصر:
بصرت بقبر الشافعىّ محمد ... فأبصرت قبرا قد حوى خير ناطق
وأرسلت دمع العين لمّا رأيته ... كأنّى منه فى سماء الرقائق
ومن ذا الذى لا يسبل الدمع لحظه ... إذا ما رأى الجوزاء تحت السّمالق «2»
إمام تقىّ عالم متورّع ... يحصّن دين الله من كل مارق
أقام على التقوى صبورا على الأذى ... تخلّى عن الدّنيا لنيل الحقائق
ومن عرف الدنيا تحقّق أمرها ... شراب وما فيها فليس برائق
وكلّ التذاذ باللّباس وغيره ... ينسّيه أهل الذّكر حسن الخلائق
فلا زال رضوان الإله دليله ... إلى جنّة حفّت له بحدائق
حدّث عن أبى خيثمة زهير بن حرب وغيره. روى عنه أحمد بن كامل القاضى- وكان عنده- أخبار المأمون، من تصنيف أبى على هذا