ابن جنّى لم يسعه إلا حمل غاشيتى. مرّ الشّيمة، حلو الشتيمة، يضم من الذهب يده على المائة والمائتين، ويمسى وهو منها صفر اليدين، مولع باستعمال الحلاوات السّكرية وإهدائها لجيرانه وإخوانه، مغرم مغرى بإحسانه إلى خلصائه وخلّانه».
«وتوفى بدمشق سنة ثمان وستين وخمسمائة، وقد ناهز الثمانين، ولقى العرانين، وجرّب «1» الغث والسمين؛ أذكره وقد وصلت إليه خلعة مصرية، وجائزة سنية، فأخرج القميص الدّبيقىّ «2» إلى السوق، فبلغ دون عشرة دنانير، فقال: قولوا:
هذا قميص ملك كبير، أهداه إلى ملك كبير، ليعرف الناس قدره، فيحلوا عليه البدر «3» على البدار «4»، وليجلّوا قدره فى الأقدار. ثم قال: أنا أحقّ به إذا جهلوا حقّه، وتنكّبوا سبل الواجب وطرقه».
العالم الفاضل الكامل، الرواية المتقن، صاحب التصانيف الحسان. من أهل عسكر مكرم «5». روى عن أبى بكر بن دريد وطبقته من الأدباء وأجلّة الأجلاء.