(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) *
(وبه توفيقى) الحمد لله خالق الأمم، وبارىء النسم؛ علّم الإنسان ما لم يعلم، وألهمه البيان؛ فهو يورده تارة باللسان ومرة بالقلم؛ سبحانه من قادر قاهر، أعاد إلى العدم عادا ولم ترمّم بعدها إرم «1».
قال الشيخ الأجل الإمام الواثق بعفو ربه، جمال الدين أبو الحسن علىّ بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيبانىّ القفطىّ- عفا الله عنه-:
أما بعد، فقد كان بعض منتحلى «2» صناعة التصنيف قد أجرى ذكر أخبار النحاة [و] رغب فى جمعها، وكان عادم الموادّ، فسأل إعارته بعض ما أنعم الله به من أوعية «3» العلوم، فأجبته إلى ملتمسه، ونبّهته على الترتيب والتبويب، وأعنته غاية إمكانى.
فلما فرغ منه أو كاد، طلب ورقا ليبيّض منه نسخة لأجلى، فمكّنته من ذلك.
ثم بلغنى أنه أباع «4» الورق، وتعلّل عن النّسخ لهذا المجموع وغيره، فذهب كالمغضب، فالتقمه حوت الموت وهو مليم «5»؛ فأرجو ألّا يكون من كذبه ولؤمه فى العذاب الأليم.