وشاهدت فى بعض المجاميع «1» ذكر دخول المازنىّ على المتوكل- وهو أصحّ- فى إنشاده «لا تقلواها»، من أن يكون أنشدها عند الواثق.

قال المازنىّ: ذكرت للمتوكل، فأمر بإشخاصى، فلما دخلت عليه رأيت من العدّة والسلاح والأتراك ما راعنى- والفتح بن خاقان بين يديه- وخشيت أنى إن «2» سئلت عن مسالة ألّا أجيب فيها، فلما مثلت بين يديه، وسلّمت قلت:

يا أمير المؤمنين، أقول كما قال الأعرابىّ:

لا تقلواها وادلواها دلوا ... إنّ مع اليوم أخاه غدوا

قال المازنىّ: فلم يفهم عنى ما أردت، واستبردت فأخرجت، ثم دعانى بعد ذلك، فقال: أنشدنى أحسن من شعر الأعرابىّ، فأنشدته قصيدة أبى ذؤيب الهذلىّ:

أمن المنون وريبها تتوجّع «3»

فقال: ليست بشىء، ثم أنشدته قصيدة متمّم بن نويرة:

لعمرى وما دهرى بتأبين مالك «4»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015