922 - أبو عبد الله الفهرىّ اللغوى «1»

غلام أبى علىّ القالى، من أهل الأندلس، لازم أبا علىّ القالى حتى نسب إليه لطول الملازمة.

وقال أبو عبد الله الفهرىّ اللّغوىّ: دعانى يوما رجل من إخوانى إلى حضور عرس [1] له في أيّام الشبيبة والطّلب، فحضرت مع جماعة من أهلى، وحضر جماعة من المهلّبيّن، وفيهم ابن [2] مقيم الزّامر، وكان طيّب المجلس، صاحب نوادار، فانحرف إلينا، وقال: مسألة في الأدب أسألها؟ فقلنا: قل، فقال: بماذا تسمّى الدويبّة السوداء التى تكون في الباقلاء عند أهل اللغة؟ قال ابن الفهرىّ:

فراجعنا اسمها فلم نعرفه، ولا مرّ بنا، فقلنا له: ما نعرف، أفدنا، فقال: نعم، هذه تسمّى البيقران، قال الفهرىّ: فتصوّرت في ذهنى وقلت: «فيعلان» من بقر يبقر، يوشك أن يكون هذا، فعددتها فائدة. وبينما نحن بعد مدّة عند أبى علىّ القالى، إذ سألنا هذه المسألة بعينها، قال الفهرىّ: فأسرعت الإجابة ثقة بما جرى، فقلت: تسمى البيقران، فقال: من أين تقول هذا؟ فأخبرته بما جرى، فقال: إنا لله! رجعت تأخذ اللّغة عن أهل الزّمر! لقد ساءنى مكانك، وجعل يؤنّبنى، ثم قال: هى الدّقنس والدّنقس، قال الفهرىّ يطيّب [3] الحكاية:

فتركت روايتى عن ابن مقيم الزامر، لروايتى عن أبى على القالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015