الى مائدة [1] له يوما. فلما أخذ في الأكل مدّ يده إلى بضعه لحم [2]، فانتهشتها ثم ردّها إلى القصعة. فكان بعد ذلك اذا حضر مائدته أمر بان يهيّأ له طبق ليأكل وحده.
ودعاه يوما المهلّبىّ [3] الوزير إلى طعامه، فبينا هو يأكل معه إذ امتخط في منديل الغمر [4] وبصق فيه، ثم أخذ زيتونة من قصعة فغمزها بعنف حتى طفرت نواتها، فأصابت وجه الوزير، فتعجّب من سوء أدبه [5]، واحتمله لأدبه.
وفي شره أبى رياش يقول ابن لنكك [6]:
يطير إلى الطعام أبو رياش ... مبادرة ولو واراه قبر
أصابعه من الحلواء صفر ... ولكنّ الأخادع منه حمر
وكان أبو رياش يردّ على أبى نواس الحسن بن هانئ وأبى تمام، يقول عنهما: أفسدا الشّعر، ولمّا بلغ ذلك ابن لنكك قال: