فقلت للبيض إذ تروّعها ... بالله إلّا رحمت وحدتها!
وقلّ لبث السّوداء في وطن ... تكون فية البيضاء ضرّتها
ثم قال: يا أبا الخطاب، بيضاء واحده تروّع ألف سوداء، فكيف سوداء بين ألف بيضاء! وذكر ابن نصر الكاتب في كتابه، قال: ومن المليح النسج ما أنشدنيه أبو الخطاب النحوىّ الشاعر، لأبى إبراهيم العلوىّ الحلبىّ- ولم يلقه، وإنما رواه له، وأنشده إيّاه بعض أولاده بحلب:
أومت بكفّ خلته بارقا ... لولا عبير عرفه السّاطع
وأبرزت وجها كشمس الضّحى ... يؤخذ من أنواره الطّالع
وكان عربيّا راجزا راوية. أخذ عنه الأصمعىّ، وجعله حجّة، وروى عنه الشعر [1]، فمن شعره:
أهدى الينا معمر خروفا ... كان زمانا عنده مكتوفا [2].
حتى إذا ما صار مستجيفا [3] ... أهدى فأهدى قصبا ملفوفا