أو أكثره، فشقّ ذلك على الأصمعىّ، فجعل يعدل إلى المعانى، فيسأل [1] أبا توبة عنها، فقال له سعيد: يا أبا [2] توبة، لا تتبعه في هذا الفن [2]، فانّ هذه صناعته، قال:
وما علىّ، إذا سألنى عما أحسنه أجبته، وما لم أحسنه تعلمته! فجعل الأصمعىّ يسأله وأبو توبة يجيبه [3]، حتى سأله عن هذا البيت:
واحدة أعضلكم أمرها ... فكيف لو درت على أربع
قال: ونهض الأصمعىّ، ودار على أربع، يلبّس على أبى توبة، فأجابه أبو توبة بما يشاكل ما أوهمه الأصمعىّ، فضحك الأصمعىّ من جوابه، وقال له سعيد:
ألم أقل لك يا أبا توبة! ومعنى البيت أنّه تزوّج امرأة واحدة، فقال:
قد شقّ عليكم أن تزوّجت واحدة، فكيف لو تزوّجت أربعا!
أعرابىّ، فصيح قيّم باللّغة، روى عنه الأموىّ [4].
قال الأموىّ: دخلنا على أبى ثوابة، فقال: ما جاء بكم؟ ما عندى طعام مشوّق، ولا حديث مونق!