يلوح من خلالها شقائق قد شابها [1] اشتقاق الهواء العليل، فشابّه شفتى غادتين دنتا [2].

للتقبيل، وربّما اشتبه على النّحرير بائتلاق الجمر، وقد انتابه رشاش من القطر، ويريك من بهار يبهر ناضره [3]، فيرتاح [4] إليه ناظره [4]، كأنّه صنوج [5] العسجد تصفّق، أو دنانير من الإبريز تبرق، ويتخلّل ذلك أقحوان [6]، تخاله ثغرا لمعشوق إذا عضّ خدّ عاشق، فلله درّها من نزهة وامق، ولون رائق! وجملة أمرها [7] أنّها كانت أنموذج الجنّة بلامين، فيها ما تشتهى الأنفس وتلذّ العين، قد اشتملت عليها المكارم، وارحجنّت [8] فى أرجائها بالخيرات [9] الفائضة للعالم، فكم كان فيها من حبر راقت حبره، ومن إمام توّجهت جباه الإسلام سيره، آثار علومهم على صفحات الدهر مكتوبة، وفضائلهم في محاسن الدنيا والدين محسوبة، وإلى كلّ قطر مجلوبة. فما من متين علم، وقويم رأى، إلّا ومن مشرقهم مطلعه، ولا من [10] مغرّبة فضل إلا وعندهم مغربه وإليهم منزعه، وما تشاء من كرم أخلاق بلا اختلاق إلّا وجدته فيهم، ولا إعراق [11].

فى طيب أعراق إلا اجتنيته من معانيهم، أطفالهم رجال، وشبّانهم أبطال، ومشايخهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015