والعفاف، مشتملا [1] بالنّزاهة والكفاف، غير راض بذلك السّمل [2]، لكن مكره أخوك لا بطل [3]، متسّليا بإخوان قد ارتضى خلائقهم، وأمن بوائقهم، عاشرهم بالألطاف، ورضى منهم بالكفاف، لا خيرهم يرتجى، ولا شرهم يتّقى.
إن كان لا بدّ من أهل ومن وطن ... فحيث آمن من ألقى ويأمننى
قد زمّ [4] نفسه عن أن يستعمل طرفا [5] طمّاحا، وأن يركب طرفا جمّاحا، أو أن يلحف بيض طمع جناحا [7]، أو أن يستقدح زندا واريا أو شحاحا [8].
وأدّبنى الزّمان فما أبالى ... هجرت فلا أزار ولا أزور
ولست بقائل ما عشت يوما ... أسار الجند أم رحل الأمير
وكان المقام بمرو الشاهجان [9]، المفسّر عندهم بنفس السّلطان، فوجد بها من كتب العلوم والآداب، وصحائف أولى الأفهام والألباب، ما شغله عن الأهل والوطن، وألهاه [10] عن كلّ خلّ صفىّ وسكن؛ فظفر منها بضالّته المنشودة، وبغية نفسه