وتوفّى بالموصل رحمه الله في يوم عيد الفطر من سنة سبع وستين وخمسمائة.
سمعت أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الحاكم بحلب، يقول: كان القرطبىّ بالموصل، وكنّا نقرأ عليه، ونأخذ عنه، وكنّا نرى رجلا يأتى إليه فيسلّم عليه وهو قائم، ثمّ يمدّ يده إلى الشيخ بشىء ملفوف، ويأخذه [1] الشيخ منه بيده، ولا نعلم ما هو، ويتركه الشيخ ويذهب، ثم تقفّينا ذلك فعلمنا أنها دجاجة مسموطة [2]، كانت برسم الشيخ، فكلّ يوم يبتاعها له ذلك الشيخ ويسمطها ويحضرها، وإذا دخل الشيخ إلى منزله تولّى طبخها بيده، رحمه الله.
مولده بالمغرب، وتوفّى بالقاهرة في سلخ ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وسمائة. له الألفيّة [3]، وله الفصول [4]، وأفاد جماعة، واتّصل بالملوك [5].