وإنما قيل له اليزيدىّ، لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميرىّ خال ولد المهدىّ، يؤدّب ولده [1] فنسب إليه، ثمّ اتّصل بالرشيد [2]، فجعل المأمون فى حجره [3] وأدّبه [4].

وكان اليزيدىّ ثقة، وكان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العرب، وله كتاب «نوادر» في اللّغة على مثال كتاب «نوادر» الأصمعىّ الّذى عمله لجعفر ابن يحيى، وفي مثل عدد ورقة.

وكان أيضا أحد الشعراء، وله جامع شعر وأدب.

وكان قد أخذ علم العربية وأخبار الناس عن أبى عمرو وابن أبى إسحاق [5].

الحضرمىّ، والخليل بن أحمد، ومن كان معهم في زمانهم.

وحكى عن أبى [6] حمدون الطبيب بن إسماعيل، قال: شهدت ابن أبى العتاهية، وكتب عن أبى محمد اليزيدىّ قريبا من ألف جلد، عن أبى عمرو بن العلاء خاصّة، يكون ذلك عشرة آلاف ورقة، لأنّ تقدير الجلد عشر ورقات.

وأخذ عن الخليل من اللغة أمرا عظيما، وكتب عنه العروض في ابتداء صنعته اياه، إلّا أن اعتماده كان على أبى عمرو لسعة علم أبى عمرو باللّغة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015