لأنّه لم ينظر فيه نظر ناصح لنفسه، ولا شاكر [1] لمن وصل إليه العلم من جهته، ولا معترف بالحق فيه، ولا صادق فى روايته عند ما أخذ منه، فإنّه سرق بعضا وادّعاه لنفسه، وستر حقّ صاحبه فلم يشكره، ونقل عنه مسائل وعزاها إلى الخليل.
وكان الفرّاء شديد طلب المعاش، وكان لا يستريح فى بيته.
وقال الفرّاء. أموت وفى نفسى شىء من «حتى»؛ لأنّها تخفض وتنصب وترفع.
أنبأنا زيد بن الحسن بن زيد الكندىّ؛ قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز، قال: حدّثنا أحمد بن ثابت الخطيب فى كتابه [2]، قال: يحيى بن زياد بن عبد الله ابن منظور [3] أبو زكريا الفرّاء، مولى بنى أسد، من أهل الكوفة، نزل بغداد، وأملى بها كتبه فى معانى القرآن وعلومه. وحدّث عن قيس بن الربيع، ومندل بن علىّ، وخازم [4] بن الحسين البصرىّ، وعلىّ بن حمزة الكسائىّ، وأبى الأحوص سلّام ابن سليم، وأبى بكر بن عيّاش، وسفيان بن عيينة؛ روى عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السّمرىّ وغيرهما. وكان ثقة إماما.
وبالإسناد؛ حدثنا أحمد بن علىّ الخطيب فى كتابه [5]، أخبرنا محمد بن أحمد ابن رزق، حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حمّاد