قال: وحدّثنا محمد الجهم، قال: حدّثنى محمد بن المستنير قطرب، قال:
دخل الفرّاء على [هارون [1]] الرشيد .. وساق الحكاية الّتى تقدم ذكرها فى لحن الفرّاء فى العبارة، واعتذاره عنها بما اعتذر.
وقد لقى الفرّاء أبا جعفر الرؤاسىّ [2].
وذكر محمد بن إسحاق النّديم فى كتابه [3]، قال: أبو زكرياء الفرّاء، مولى بنى منقر، ولد بالكوفة. ومن خط سلمة: الفرّاء العبسىّ، ومن خط اليوسفىّ:
«يحيى بن زياد بن فرابخت [4] بن داود بن كودنار» ومن خطّ ابن عبد الله بن مقلة [5]:
قال أبو العبّاس: وكان السّبب فى إملاء الفرّاء الحدود أن جماعة من أصحاب الكسائى صاروا إليه، وسألوه أن يملّ عليهم أبواب النّحو، ففعل ذلك، فلمّا كان المجلس الثالث قال بعضهم لبعض: إن دام هذا على هذا علّم النّحو الصبيان، والوجه أن نقعد عنه، فقعدوا، فغضب وقال. سألونى القعود، فلمّا قعدت تأخّروا، والله لأملّنّ النحو ما اجتمع اثنان؛ فأملّ ذلك ستّ عشرة سنة، ولم ير فى يده كتاب إلّا مرّة واحدة، أملّ كتابا [6] من نسخته [7].