وقرأها وقال: قد أطلق لك أمير المؤمنين خمسين ألف درهم، فما الخبر؟ فأعلمته، فقال: لحنت أمير المؤمنين! قلت: إنما أخبرته لحن هشيم، فأطلق لى ثلاثين ألف درهم من عنده؛ قال: فأخذت بكلمة واحدة ثمانين ألف درهم.

توفى النّضر بن شميل سنة ثلاث ومائتين؛ قال: محمد بن حاتم المؤدّب: مرض النّضر بن شميل، فدخل الناس يعودونه، فقال له رجل من القوم: مسح الله ما بك، فقال النّضر: لا تقل مسح، ولكن قل: مصح الله ما بك، ألم تسمع قول الأعشى [1]:

وإذا ما الخمر فيها أزبدت ... أفل الإزباد فيها فمصح [2]

فقال الرجل: لا بأس، السين تعاقب الصاد وتقوم مقامها، فقال النضر:

إن كان هكذا فى كل شىء فينبغى أن تقول لمن اسمه سليمان؟ صليمان، وتقول:

«قال رصول الله»، وتقول لمن يكنى أبا صالح أبا سالح؛ ثم قال: لا يكون هذا فى السين إلا مع أربعة أحرف، وهى: الطاء، والحاء، والقاف، والغين؛ فيبدلون السين صادا فى هذه إذا وقعت السين قبلها، وربما أبدلوها زايا، كما قال:

سراط، وزراط.

ذكره الحاكم بن البيّع فى تاريخ نيسابور فقال: «النّضربن شميل بن خرشة المازنىّ أبو الحسن صاحب العربية، سمع هشام بن عروة وإسماعيل بن أبى خالد، وحميدا وعبد الله بن عون، وهشام بن حسان؛ وغيرهم من التابعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015