نصير ترابا كأن لم نكن ... وعاة العلوم رعاة الأمم
فتبّا لعيش قصير الدوام ... ووجدان حظ قرين العدم
المدعوّ بالقاضى، فى زماننا الأقرب، من قضاة بعض مخاليف اليمن الجبلية، وكانت له فى الفرائض وقسمتها يد، وكان عالما باللغة هناك فى وقته، وصنّف كتابا فى اللغة على وزن الأفعال، وسماه كتاب شمس العلوم وشفاء كلام العرب من الكلوم [1]، وهو كتاب جيّد فى نوعه، رأيت منه ست مجلدات من ثمانية، وملكته ولله الحمد؛ فإنه وصل إلىّ فى الكتب الواصلة من اليمن، من كتب الوالد [2]، تغمّده الله بعفوه ورحمته وغفرانه، وكانت عنده نسخة كاملة؛ نبّه عليها بعض أهل اليمن، ويعرف بسليمان [3] الخلّى ينتحل علم النحو. [وقرّبه] الملك الكامل ملك مصر واليمن، واستدعى الكتاب من ذى جبلة [4] إلى مصر، وشرع الوالد فى انتساخ نسخة أخرى منه، فاخترمته المنايا قبل إتمامه، فبقى منه الرّبع الأخير؛ والله يقدر بإتمامه بمنّه وجوده؛ إنه على كل شىء قدير.