نزيل الموصل، ولد بماكسين، وكان أبوه ريّان يعانى عمل الأديم الذى تصنع منه الأنطاع الماكسينية، وكان فى أكثر أوقاته يكون أجيرا لرجل من ماكسين، يعرف بأبى طاهر النّطاع، له يعمل، ومات وعنده عدّة صنّاع، هو أحدهم- اعنى ريّان.
ولما قدم أبو الحرم إلى حلب، قاصدا زيارة البيت المقدّس، نزل عند يوسف بن رافع بن تميم [1] فى مدرسته، واجتمعت به، وكان ولد أبى طاهر النطاع هذا، المقدّم ذكره فى حلب فى خدمة بعض أمرائها؛ ممّن لى به اتصال، فتعرّف إليه، وسأله سؤالى مراعاته، فسألنى ذلك وقال: هو ولد لرجل كان له علينا فضل، وسألت ولد أبى طاهر هذا، وكان اسمه أبا القاسم- عن مكىّ بن ريان هذا- فقال لى: «كان أبوه يكون عند أبى أجيرا فى عمل الأنطاع ومعاناة الجلود ودبغها وصبغها، وكان فقيرا ذا عيال، ولما مات لم يخلّف شيئا، وخلّف ولده هذا، وأختين له وأما،