وقال جهم بن خلف: قدم المفضّل الضبىّ البصرة، وكان عالما بالنحو والشعر والغريب وأيام الناس.
وقال عمر الجرجانىّ عن المفضل الضّبىّ: إنه كان يكتب المصاحف ويقفها فى المساجد، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أكفّر ما كتبته بيدى من هجائى الناس.
وقال العباس بن بكّار الضبّىّ: قلت للمفضل الضبىّ: ما أحسن اختيارك للأشعار! فلو زدتنا من اختيارك؟ فقال: والله ما هذا الاختيار لى، ولكن إبراهيم ابن عبد الله بن حسن، استتر عندى، فكنت أطوف وأعود إليه بالأخبار، فيأمرنى ويحدثنى، ثم حدث لى خروج إلى ضيعتى أياما، فقال لى: اجعل كتبك عندى لأستريح إلى النظر فيها، فجعلت عنده قمطرين فيهما أشعار وأخبار، فلما عدت وجدته قد علّم على هذه الأشعار، وكان أحفظ الناس للشعر، وأعلمهم به فجمعته وأخرجته، فقال الناس: اختيار المفضل [1].
وأخبر أبو زيد عن المفضل قال: كنت مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن بباخمرى [2]، فلما رأى شدة الحرب التفت إلىّ فقال لى: يا مفضّل أنشدنى شيئا تصيب به ما فى نفسى، فأنشدته [3]: