وفخر فيها علينا، فحبسه خالد، وقال: فى حبسه صلاح، لأنه يهجو الناس ويتأكّلهم، فغمّ ذلك معاذا، فقال الأبيات المتقدّمة:
نصحتك والنصيحة إن تعدّت
وأجابه الكميت: «أراك كمهدى الماء ... ». البيت المتقدّم، ثم قال لمعاذ:
قد جرى القضاء علىّ فما الحيلة الآن؟ فأشار عليه أن يحتال فى الهرب، وقال له:
إن خالدا قاتلك لا محالة؛ فاحتال بامرأته، وكانت تجيئه بالأطعمة وترجع، فلبس ثيابها، وخرج كأنه هى؛ فلحق بمسلمة بن هشام، فاستجار به.
وقال يصف خروجه إليه:
خرجت خروج القدح قدح ابن مقبل ... إليك على تلك الهزاهز والأزل [1]
علىّ ثياب الغانيات وتحتها ... عزيمة رأى أشبهت سلّة النّصل [2]
قال معاذ: عرضت بقلبى فقلتها، وفيها عبرة:
أفّ وتفّ عاجلا آجلا [3] ... لهذه الدار وأقذارها
بينا ابنها يرضيه إقبالها ... عليه إذ ريع بإدبارها
فسلبته لين ميسورها ... وأعقبته ضيق إعسارها
ما العار إلا فى ارتباط لها ... وتركها تنجيك من عارها