قال له بعض الأجلّاء: تقع فى الناس، فمن أبوك! قال أبو عبيدة: أخبرنى أبى عن أبيه أنه كان يهوديا من أهل باجروان [1]. فمضى الرجل وتركه.
ولم يكن أحد بالبصرة إلا وهو يداجى أبا عبيدة، ويتّقيه على عرضه، وكان يميل إلى مذهب الخوارج. وقال أبو حاتم: كان أبو عبيدة يكرمنى على أنّنى من خوارج سجستان. وقال التوّزىّ: دخلت على أبى عبيدة مسجده وهو جالس وحده ينكت فى الأرض، فقال لى: من القائل:
أقول لها وقد جشأت وجاشت ... مكانك تحمدى أو تستريحى
فقلت: قطرىّ بن الفجاءة [2]، فقال: فضّ الله فاك! هلا قلت: هو لأمير المؤمنين أبى نعامة [3]! ثم قال لى: اجلس واكتم علىّ ما سمعت منى، قال: فما ذكرته حتى مات.