لأمرائها، وقرأ بها النحو على أبى محمد سعيد بن المبارك بن الدهان، ثم على أبى الحرم مكّىّ بن ريّان الماكسينىّ الضرير، نزيل الموصل. وسمع الحديث من أبى بكر يحيى ابن سعدون القرطبىّ [1]، وأبى الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسىّ [2]، وغيرهما. وحج وسمع ببغداذ جماعة من المتأخرين، كابن سكينة [3] وغيره، وعاد إلى الموصل، فصنّف كتبا جيدة فى النحو وغريب الحديث والحديث النبوىّ، وأجاد فيها، وجمع وبالغ، ورويت عنه- رحمه الله.
وكان له برّ ومعروف. وقنى من صحبة الناس ملكا قريب الحال، فوقفه على مصالح أهله، وبنى رباطا [4] فيه من يستريح بما وقفه عليه. كتب إلىّ الإجازة بجميع مصنّفاته [5] ومسموعاته ومرويّاته.
وذكر لى أخوه أبو الحسن علىّ: أنه رآه بعد موته فى المنام، أنّ نجاسة قد آذته، قال: فاستقصيت وبحثت عن صحّة هذه الرؤيا، فوجدت أحد الأهل قد أطلق