قال ابن كثير (?): حكي أنه لما أراد العمل للرصد رأى هلاكو ما يصرف عليه فقال له: هذا العلم المتعلق بالنجوم أيدفع ما قدر أن يكون؟ فقال له الطوسي: أنا أضرب لمنفعته مثلا، القان يأمر من يطلع إلى أعلا هذا المكان ويدعه يرمي من أعلاه طست نحاس كبير من غير أن يعلم به أحد ففعل ذلك فلما وقع كان له وقعة هائلة روّعت كل من هناك وكاد بعضهم يصعق، وأما هو وهلاكو فإنهما ما تغيّر عليهما شيء/لعلمهما بأن ذلك يقع، فقال له: هذا العلم النجومي له هذه الفائدة يعلم فيه المحدث فيه ما يحدث فلا يحصل له من الروعة ولا الاكتراث ما يحصل للذاهل الغافل عنه، فقال هلاكو: لا بأس بهذا وأمره بالشروع فيه انتهى.
وقال غيره: ومن عقله وعلمه ما وقع له بأن حضرت إليه من شخص من جمله ما فيها: يقول له (?) يا كلب يا ابن كلب!! فكان جواب الطوسي له: وأما قوله كذا فليس بصحيح لأن الكلب من ذوات الأربع وهو نابح طويل الأظفار، وأما أنا فمنتصب القامة بادي البشرة، عريض الأظفار ناطق ضاحك فهذه الفصول والخواص غير تلك الفصول والخواص وأطال في نقض ما قاله بتأن غير منزعج، ولم يقل في الجواب كلمة قبيحة.
وكان كثير الخير لا سيما للشيعة والعلويين وغيرهم، وكان يبرهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقافهم من أعوان هلاكو فإنه كان هو المشار إليه