حتى قال العلقمي هذا في نفسه:

وزير رضي من بأسه وانتقامه … بطيّ رقاع حشوها النظم والنثر

كما تسجع الورقاء وهي حمامة … وليس لها نهي يطاع ولا أمر (?)

ثم إنه أخذ يدبر على الخليفة ويكاتب التتار إلى أن طمع هلاكو في أخذ بغداد. وقرر مع هلاكو أمورا انعكست عليه لما أخذ هلاكو بغداد، وقتل الخليفة. ثم ندم الوزير هذا حيث لا ينفع الندم وصار لما انقلب عليه تدبيره يقول:

وجرى القضاء بعكس ما أمّلته

قيل أنه لما أخذ هلاكو بغداد وقتل الخليفة وفعل في المسلمين ما هو مشهور من الأفعال القبيحة كالسّبي والقتل والنهبي والإحراق كل ذلك والوزير هذا في منصبه، فلما كان جالسا في بعض الأيام في الديوان دخل عليه بعض التتار ممن لا وجاهة له راكبا فرسه فساق إلى أن وقف بفرسه (?) على بساط الوزير هذا وخاطبه بما أراد وبال الفرس على البساط وأصاب الرشاش ثياب الوزير وهو صابر لهذا الهوان والصّغار ويظهر قوة النفس والفرح وأنه بلغ مراده-عليه من الله ما يستحقه-وأقام على ذلك مدة إلى أن أمسكه هلاكو بعد قتل الخليفة ووبخه بألفاظ شنيعة معناها أنه لم يكن له خير في مخدومه ولا في دينه فكيف يكون له خير في هلاكو ثم أمر به فقتل أشر قتلة.

قلت: إلى سقر لا دنيا ولا أخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015