قال ابن أيبك (?): حكى لي شهاب الدين محمود وغير واحد: أن الصاحب فخر الدين ابن الخليلي لما لبس تشريف الوزارة توجه من القلعة بالخلعة إلى عند الصاحب تاج الدين وجلس بين يديه وقبّل يده فأراد أن يجيزه (?) ويعظم قدره فالتفت إلى بعض خدمه وطلب منه توقيعا بمرتب يختص بذلك الشخص فأخذه وقال: مولانا يعلم على هذا التوقيع فأخذه وقبّله وكتب عليه قدّامه. قال الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس: وهذه الحركة من الصاحب تاج الدين بمنزلة الإجازة والإمضاء لوزارة ابن الخليلي.
ومن أحسن حركة اعتمدها ما حكاه القاضي شهاب الدين بن فضل الله قال: اجتزت بتربته فدخلت فلقيت في داخلها مكتّبا للأيتام وهم يكتبون القرآن في ألواحهم فإذا أرادوا مسحها غسلوا الألواح وسكبوا ذلك على قبره فسألت عن ذلك فقيل لي: هكذا شرط في هذا الوقف وكان مقصدا حسنا وذو عقيدة صحيحة.
وكان الصاحب بهاء الدين جده يؤثره على أولاده لصلبه ويعظمه.
قال قاضي القضاة القزويني: وقفت على أقوال الصاحب بهاء الدين أنه في ذمته للصاحب تاج الدين ولأخيه مبلغ ستين ألف مصرية، ومن وجاهته وعظمته في النفوس أنه لما نكب على يد الشجاعي جرده من ثيابه وضربه مقرعة واحدة ولم يدعه الناس يصل إلى أكثر من ذلك مع جبروت الشجاعي وعتوه وتمكنه من السلطان. وكانت له مهابة في النفوس وله شعر رائق. انتهى.
وكان عظيم الهمة كريم النفس يتعاطى الفروسية ويحضر الغزوات