مودوعة عند أناس فأخذت منهم ومات في العقوبة في تاسع صفر سنة ثلاث وتسعين وستمائة وقد أنتن جسمه وقطع عنه اللحم الميت.
ولما تولى الوزارة كتب إليه بعض من يحبه من الشام يحذره من الشّجاعي:
تنبّه يا وزير الأرض واعلم … بأنك قد وطئت على الأفاعي
وكن بالله معتصما فإني … أخاف عليك من نهش الشّجاعي
فبلغا الشّجاعي فلما جرى ما جرى قيل له عن هذا الناظم فقال:
لا أؤذيه لأنه نصحه فيّ وما انتصح. ولما توفّي القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر كاتب الإنشاء بمصر طلب الوزير شمس الدين العلاّمة شهاب الدين محمود من الشام ورتبه عوضه في الديار المصرية فامتدحه بقصيدة منها:
أجد له شوقا إلى ساكن مصر … هواي من به تاهت على البرّ والبحر
من أصبحت بغداد من بعد تيهها … وقد حل عليا مصر ممن خدم القصر
فشاق هوى (?) التقوى بها القلب لا هوى … عيون المها بين الرّصافة والجسر
وكم رام يحكي النيل نيل بنانه … فأغنى ولكن فرد قطر عن القطر
وذاك يعم الأرض شرقا ومغربا … سواء لديه ساكن القفر والمصر
...