الأمراء النواحي بأجرة قليلة فكف أيدي الأمراء عن النواحي وضبط المتحصل ومشى على القواعد القديمة والقوانين المعروفة فهابه الخاص والعام وجدد مطابخ السكر ومات والحاصل ألف ألف درهم فضة وثلاثمائة ألف وستون ألف إردب غلة وستة وثلاثون ألف رأس من الغنم ومائة ألف طائر من الإوز والدجاج وألفا قنطار من الزيت وأربعمائة قنطار ماء ورد قيمة ذلك خمس مائة ألف دينار. انتهى ما وجدته (?).
ثم رأيت قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني (?) قال ذلك بمعناه إلاّ أنه زاد: وكان وزيرا ناهضا عارفا مديرا لم يأت بعد ابن قرونيه (?) مثله بل كان يفوقه. وأنه قبل أن يتولى الوزارة لم يرض أحد من القبط بالوزارة لعدم كون الحاصل تحت حكم الأمراء (?) انتهى.
ومع هذا كان لا يسلم من الملك الظاهر برقوق بل كان كل قليل يجعل له مندوحة ويأخذ منه ما شاء الله أن يأخذ لما يرى من مكارمه بخلاف زماننا هذا فإن فيه من الوزراء بل وبقية المباشرين من هو أكثر حالا من [ابن] (?) كاتب أرنان وهو يشكو إلى السلطان الفقر مع كثرة عمايره