خذها فأنت أحق بها، فأخذتها وقلت له: أما لك وارث، فقال: كان لي أخ اسمه محمد وعهدي به بعيد وقد بلغني أنه مات، فقلت: وما اسمك أنت؟ فقال: عبد الله وأنا من الرّصافة، فبينما هو يحدثني وإذا هو قد مات فغسلته وكفنته وصليت عليه وجئت لأدخل بغداد فلما قصدت الركوب في الدجلة إذا بملاح في سفينة عتيقة وعليه ثياب رثة فقال لي: يا سيدي معي معي فنزلت معه فإذا هو أشبه بذلك الرجل الذي مات فقلت له: من أين أنت؟ فقال: من الرّصافة فقلت: وما اسمك؟ فقال: محمد وأنا صعلوك وعندي عائلة كثيرة، وقد ساءت حالتنا من الفقر، فقلت له: أما لك أحد؟ فقال: كان لي أخ اسمه عبد الله وعهدي به بعيد وما أدري ما فعل الله به، فقلت له: ابسط حجرك فبسط حجره فصببت له الذهب في حجره، فبهت الرجل فحدثته الحديث فسألني أن آخذ منه نصفه فقلت: لا والله لا يصحبني منه شيء (?).
ثم صعدت إلى دار الخليفة وكتبت قصّة فوقّع لي بمشارفه بيت المال، ثم تنقلت حتى صرت إلى الوزارة.
توفي المذكور في حدود سنة خمسين (?) وخمسمائة.
...