ولما توفي مؤيد الدولة بويه بجرجان في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ولي بعده أخوه فخر الدولة أبو الحسن فأقره على الوزارة وبالغ في تعظيمه.
وكان ابن ذي الكفايتين قد قصد الصاحب بن عباد وأزاله عن الوزارة ثم نصر المذكور عليه وعاد إلى الوزارة وبقي متوليها ثمانية عشر عاما وفتح خمسين قلعة وسلمها إلى فخر الدولة لم يجتمع منها عشرة لأبيه، وكان عالما بفنون كثيرة من العلم لم يدانيه في ذلك وزير.
وكان أفضل وزراء الدولة الديلمية (?) وأعزهم وأغزرهم علما وأوسعهم أدبا وأوفرهم محاسنا. أملى عدة مجالس في الحديث وله ديوان شعر مشهور ومصنفات عديدة في علوم شتى. يتصدق من خمسين ألف دينار إلى ما دونها.
ولد بإصطخر وقيل بالطالقان في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
والطالقان اسم لناحية من أعمال قزوين وهو غير الطالقان التي بخراسان (?).
توفي الصاحب ليلة الجمعة من صفر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
ومن نظمه الرائق إلى الغاية قوله:
تبسم إذ تبسّم عن أقاح … وأسفر حين أسفر عن صباح