عليها إبريسم وعمل في الحائط بيوتا تأوي إليها وتفرخ فيها الطيور المسموعة ثم أطلق فيها القمّاري والدباسي والقطايط (?) والنوبيات والشّحرور والزّرياب والهزار والفواخت وبقية الطيور المجلوبة من أقصى البلاد مما لا يكسر بعضه بعضا، فوقع بعضها على بعض وتوالدت. ثم عمد إلى يمين (?) البستان فطرح فيه الطيور التي لا تطير كالطواويس والحجل والبط وغير ذلك. وجعل من خلف البستان الغزلان والنعام والإبل وحمر الوحش.
ولكل صحن أبواب تفتح إلى الصحن الآخر فيرى من مجلسه سائر ذلك.
وقال الهمذاني في (تاريخه) (?): لما أراد ابن مقلة بناء داره التي في البستان المعروف بالزاهر على الدجلة جمع ستين منجما؛ حتى اختاروا وقتا لبنائها فكتب بعض الشعراء يقول:
قل لابن مقلة مهلا لا تكن عجلا … واصبر فإنك في أضغاث أحلام
تبني بأنقاض دور الناس مجتهدا … دارا ستهدم (?) أيضا بعد أيام
قيل: إن فاكهة ابن مقلة كانت تشترى له في كل جمعة بخمسمائة دينار ولا بد أن تشترى له بعد الصلاة يوم الجمعة ثم يصطبح يوم السبت في هذه الدار، فلما مسكه الراضي الثانية وحبسه ولّى ابن الرائق الوزارة