إليه (?). فقال له: سلّم لي على والدي. فقال: ما طريقي على النار.
فخرج من مجلسه وأتى منزله فأقام أياما ومات يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وقيل أربع وثمانين وقيل ست وسبعين ومائتين ببغداد، ودفن في مقبرة باب البستان.
قال: وكان الطبيب يتردد إليه ويعالجه بالأدوية النافعة للسم فزعم أنه غلط عليه في بعض العقاقير.
قال إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي المعروف بنفطويه، رأيت ابن الرومي وهو يجود بنفسه، فقلت: ما حالك؟ فأنشد:
غلط الطبيب عليّ غلطة مورد … عجزت موارده عن الإصدار
والناس يلحون الطبيب وإنّما … غلط الطبيب إصابة المقدار
وقال أبو عثمان الناجم الشاعر: دخلت على ابن الرومي أعوده فوجدته يجود بنفسه، فلما قمت من عنده قال لي:
أبا عثمان أنت حميد قومك … وجودك للعشيرة دون لومك (?)
تزوّد من أخيك فما أراه … يراك ولا تراه بعد يومك
وتوفي الوزير المذكور عشية الأربعاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول (?) سنة إحدى وتسعين ومائتين في خلافة المكتفي وعمره نيّف وثلاثون سنة وفي ذلك يقول عبد الله بن الحسن بن سعد: